رواية يونس وياسمين للكاتبة بسمة هلوان هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية يونس وياسمين، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية يونس وياسمين من الفصل الاول للاخير بقلم بسمة هلوان
طلعت من أوضتي في نص الليل ورحت المطبخ ببيجامتي علشان عطشت، كنت نص واعية وبالكاد عيني مفتوحة بسيط علشان أشوف الطريق قدامي.
بس أول ما وصلت وشربت ووأنا راجعة بعين مغمضة خبطت في حاجة صلبة وراسي وجعتني وأنا بقع على الأرض.
فتحت عيني بضيق لقيت "يونس" أخويا واقف لي وبيقول:
_بتمشي وأنتِ نايمة ولا ايه؟
ضربته في كتفه كانتقام وهو بص لي بعينين مفتوحة وتهكم وقال:
_والله لولا إنك مش هتستحملي ايدي كان زمان راسك مفتوحة!
كتمت ضحكتي عليه بس ابتسمت له بسخرية وأنا بحب أشوفه متعصب ومن غير ولا كلمة رجعت أوضتي.
رميت نفسي على السرير وغبت في النوم من كتر التعب..
بس فتحت عيني فجأة وأنا بستوعب.. دا شافني بالبيجاما؟؟
طبعا هتسألوا وتقولوا وماله يعني مش أخويا؟
بس لا.. دا ابن خالي وأخويا في الرضاعة بس، وأنا وماما بايتين عندهم النهاردة بس وعمري ما اتعودت إن "يونس" يشوفني وأنا كدا رغم مقامرتنا مع بعض!
حاولت أنام وأبطل تفكير، بعد ما صحيت بصيت في موبايلي كانت الساعة 11 الصبح، فقت علشان أحضر نفسي وأروح الكورس علشان أحسّن من لغاتي، هو أنا ماقلتلكوش؟ مش أنا طالبة في كلية ألسن؟
بس أنا دلوقتي في الإجازة فبستغلها في الكورس بدل ما أنا مش بعمل حاجة.
أول ما قمت وطلعت بعد ما لبست لقيتهم قاعدين مستنيين ماما تخلص الفطار، كان خالي و"يونس" قاعدين فأنا كنت مكسوفة أصلا من اللي حصل وصبحت عليهم وجريت أشوف ماما على طول.
مرات خالي الله يرحمها، وأنا وماما بنيجي نطل على خالي كل فترة والتانية.
طلعت أنا بالأطباق وخلاص عدلت الدنيا وأول ما قعدنا راح خالو سألني بعدم فهم لما شافني لابسة هدوم الخروج:
_رايحة فين النهاردة يا "ياسمين"؟
لاحظت إن "يونس" كمان بص لي وهو بيتساءل فتجاهلته وبصيت لخالو بابتسامة:
_ورايا كورس الصيني النهاردة، وضروري أروح علشان مهمة معلش بقى هسيبك النهاردة.
"يونس" عقد حاجبيه وهو بيبص لي بعدم رضا، كنت عارفة إنه عاوزني أقعد معاهم بس مش فاهمة، بيحب يبين إنه مش طايقني مع إنه عاوزني أقعد.. فابتسمت بخبث وأنا ببص له وهو عدل من نفسه وهو بيحمحم وقال:
_وفين الكورس دا بقى؟
قلت بتوضيح وبلا مبالاة:
_على بُعد مواصلة واحدة مش هياخد كتير.
_على العموم هوصلك وآجي آخدك كمان.
قالها "يونس" بكل برود فبصت له بضيق وسكتت، كنت عارفة إنه مهما قلت مش هيسمعني وهينفذ اللي في دماغه برضه فسكتت وخلاص.
بعد ما خلصنا أكل خالو قال له وهو بيوصيه عليّ:
_خلِّ بالك عليها ووصلها لحد باب الكورس.
في حين إن ماما في الخلفية مكنتش مهتمة بيّ خالص وقالت لـ"يونس" بلهفة:
_وابقى متنساش تجيب معاك قوطة وخيار وأنت جاي علشان خلصوا وعاوزة أعمل سلطة للعشا.
يا لهوي يا ماما على اهتمامك بجد، كتمت ضحكتي بالعافية ورحت ركبت في العربية ورا فأول ما وصل لي بص لي باستنكار:
_هو أنا السواق اللي جابتهولك أمك ولا ايه؟ اطلعي اقعدي قدام.
تأففت بضيق وبعدين رحت وقعدت جنبه وهو باصص لي بنص عين لما لقاني بقفل الباب جامد وقال:
_الباب يا حمارة!
لفيت له وضربته في كتفه كعادتي:
_حمارة في عينك اتلم، اسمي "ياسمين" يعني وردة.
_زيك زي البرسيم، الحمار أجدع منك وبياكلك برضه.
رديت عليه بحدة:
_ما هو علشان مبيفهمش.
طبعا هنا مكنش قصدي غير على الحمار اللي قاعد جنبي، قعدت أستغفر ربنا لحد ما اتحرك وهو ولا مهتم ببصلة ومردش حتى.
وصلت لحد الكورس وكان فيه زملاء شباب داخلين فـ"يونس" قال بحدة:
_أنتِ هتدخلي معاهم ولا ايه؟
رفعت حاجبي بحيرة:
_وماله؟ ما أنا عارفة إن الحصة مختلطة عادي وهم في جنب وأنا في جنب.
بص لي وملامحه اتشنجت وسمعت همسته وهو بينزل:
_غبية!!
اتعجبت هو بينزل ليه ولسة مسألتش حتى غير ولاقيته مسك ايدي ودخل قدامي وقال:
_هوصلك لجوة يلا.
اتنهدت بيأس، مش هيتغير أبدا.. من واحنا أطفال وهو بالطريقة دي!
دايما بيشك في كل اللي حواليه إنهم هياخدوني منه، لسة فاكرة موقف وأنا صغيرة لما لعبت مع عيال غيره وسيبته فراح جه ضرب الولد وخدني يلعب معايا بالغصب.
ابتسمت وأنا بفتكر الذكرى دي، كبرنا امتى وعدت سنين؟
دخل معايا رغم استغراب الكل منه، كان الشباب ليهم كراسي على الشمال والبنات على اليمين، دخل وظبط لي الكرسي وقعدني عليه بعدين قال لي وهو بيبص في الساعة:
_آجي آخدك الساعة كام؟
كنت مُحرَجة من البنات اللي بتبص لي والشباب كمان فقلت له بخفوت:
_الساعة 5 كويس.
ابتسم لي وبعدين خرج، لمحته بيبص بصة جانبية للنص بتاع الشباب وبعدية مشي.
كتمت بسمتي بيأس عليه وبعدين انتبهت لمُدرستنا اللي دخلت وبدأت تشرح لنا.
بعد ما خلصنا طاقتي نفدت وحسيت بدماغي بتدوخ من كتر الكلام اللي حشرته في دماغي علشان أستوعبه بالعافية، وخرجت كانت الساعة 5 إلا 10 دقايق، مكنتش متوقعة "يونس" يبقى موجود بس كان قاعد في عربيته قصاد المبنى مستنيني.
ابتسمت له وكنت متوجهة له بس معملتش حساب اللي حصل دا..
قطع طريقي واحد من زملائي وهو مبتسم بكل أريحية وبيمد ايده علشان يكلمني:
_أهلا يا آنسة "ياسمين".. أنا "مُعِز الدين" زميلك في الكورس.
اتفاجئت وبصيت لـ"يونس" اللي نزل من عربيته بس شكله مش بيبشر بالخير أبدا!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
↚
_أهلا يا آنسة "ياسمين".. أنا "مُعِز الدين" زميلك في الكورس.
اتفاجئت وبصيت لـ"يونس" اللي نزل من عربيته بس شكله مش بيبشر بالخير أبدا!!
جه ناحيتنا وقبل ما أرد وأنا مترددة على زميلي لقيته جه وهو بيقول بتساؤل حاد:
_فيه ايه يا "ياسمين"؟ حصل حاجة؟
حسيت بضربات قلبي بتعلى وأنا خايفة من ردة فعله، بس لقيت "معز الدين" وقف وبص له باستغراب بعدين قال لي:
_أنتِ تعرفيه؟
عقدت حاجبيّ وأنا مش عارفة بأي صفة بيسأل بس ملحقتش أتكلم غير ولقيت "يونس" بيقول بجمود:
_وهي تعرفك أنت؟ مين إن شاء الله علشان تقف معاها كدا في نص الشارع؟
مسكت دراعه وأنا بحاول أهديه وأخليه يخفف من حدة نبرته، بس التاني مسك ايدي واتحرك وساب التاني مبهوت بيبص لنا باستنكار، ايده كانت ماسكة ايدي جامد فقلت له وأنا ببعدها بذهول:
_فيه ايه يا "يونس" مش كدا ايدي وِرمت!!
لف لي ووقف، ملامحه هديت وقال:
_آسف مكنش قصدي.. أنتِ تعرفي الواد دا؟
سكتت شوية بعدين قلت لما لقيت ملامحه هتحتدّ تاني:
_دايما بييجي الكورس بس عمرنا ما اتكلمنا، والمرة اللي كلمني فيها متصادفش غير وأنت موجود.
قلت الجملة الأخيرة بسخرية فرفع حاجبه وقال:
_وأنتِ كنتِ حابة تكلميه وأنا مش موجود؟
سؤاله رفع ضغطي وخلاني أبص له بصدمة، حسيت بالغضب مكتسح وشه فمسحت على وشي بضيق وأنا بروح للعربية:
_مفيش فايدة فيك.
مشي ورايا وفضل ساكت، بس عروقه باينة وهو متضايق وطول الطريق في مرواحنا البيت ماتكلمش ولا كلمة، كان المغرب بيأذن واحنا بندخل البيت.
دخلنا ببرود من غير كلام، هو دخل على أوضته مباشرة وأنا رحت أغير هدوم الخروج، ولما طلعنا لقيت ملامح الاستغراب على وش خالو وماما فحاولت أتصرف طبيعي كأن محصلش حاجة:
_ها.. عاملين لنا أكل ايه النهاردة علشان هموت من الجوع!
خالو شاور لي آجي أقعد جنبه بابتسامة وهو بيقول:
_تعالي ارتاحي بس، أم ياسمين عاملة لنا مفاجأة ومش راضية تقول لي بتعمل ايه.
وماما قاعدة قصادي وبتضحك بتقول:
_جوة بيستوي أهو.
لما شميت الريحة ابتسمت بصدمة وقلت:
_أنتِ عاملة مكرونة بشاميل؟
حسيتها بصت لي وكأن المفاجأة باظت، على أساس إننا مش عارفين أصلا؟
بصيت لخالو لقيته بيمسح على وشه بيأس وبيقول:
_بوظتِ عليها المفاجأة!
_يعني هو أنت مش عارف يا خالو؟
ضحك وهو بيهمس لي:
_عارف من أول ما دخلت المطبخ بس بهاودها علشان متتقمصش.
ضحكت وأنا بضرب كفي في كفه:
_اه يا خالو يا لئيم!
فضلنا نضحك شوية لحد ما هي دخلت تجيب الأكل ونقعد بعدها نتخاتق كعادتنا بالنقاشات اللي ملهاش آخر، وخالو قال لي بهدوء:
_روحي نادي "يونس" بقى علشان يتعشى وينام، وقولي له بكرة وراه سفر لبيتنا في أسيوط علشان الشغل مع "أبو كارم".
استوعبت الكلام اللي قاله وبعدين اترددت بس في النهاية خبطت على "يونس" مردش، وكالعادة بعد تلت خبطات فتحت الأوضة.. كانت مضلمة ففتحت النور كمان لقيته نايم ومتغطي علشان معلّي التكييف كمان، فبصيت له بسخرية:
_لا والله؟ لحقت تنام وتتكلفت في 10 دقايق؟
مردش طبعا ومن شكله واضح بيمثل فرُحت بناديه:
_"يونس"!.. يا "يونس" اصحى!
فتح عينيه نص فتحة وهو متضايق من النور، كتمت ضحكتي على منظره وهو قالب ملامحه زي العيال الصغيرة وقلت:
_يلا علشان العشا وكمان فيه شغل بكرة في أسيوط، وبعدين لحقت تنام دا احنا مكملناش ربع ساعة جايين؟
ودى وشه الناحية تانية وحط المخدة فوق راسه وقال:
_اطلعي برة واطفي النور أنا مش ناقص عاوز أنام.
اه يا...!!! ولما أهزقه دلوقتي بقى هيتلم؟؟
بعدت المخدة بتحدي راح قعد على السرير وبص لي بتهديد فقلت باستهزاء:
_صحيتِ يا بطة؟ يلا بقى علشان العشا..
وبعدين خرجت برة بكل استفزاز بعد ما قفلت التكييف وكنت هقفل الباب بس سيبته مفتوح وقلت بابتسامة:
_وحياتك ما أما قافلاه، اخلص فوق يا كسول.
هربت بسرعة من نظراته وهو بيبص لي بعين حمرا، حمرا بجد مش مجاز..
مش عارفة من أثر النوم ولا من أثر العصبية اللي هو باصص لي بيها ومش قادر يتكلم يا عيني.
رحت ساعدت ماما في باقي الحاجات وأنا بقول لها بتفاخر:
_أنتِ تعبتِ وعملتِ الأكل، سيبي بقى السلطة عليّ.
بصت لي بتهكم لما لقتني واخدة الخضار أعمله وقالت:
_ما هي دي بس اللي أنتِ فالحة فيها.
رديت عليها بدفاع:
_بعرف أعمل كل حاجة والله بس..
قاطعتني وهي بتقول:
_بس بتستعبطي عليّ وتقولي مبعرفش علشان متعمليش، صح؟
كتمت ابتسامتي وأنا ببوس ايديها وقلت:
_وحياتك مش هقدر أنافس طعامة أكلك مهما عملت.
_كُلي بعقلي حلاوة، امشي وأنتِ شبه أبوكِ كدا!
ضحكت وقلت بدفاع مصطنع:
_لا إلا بابا! شبهه شبهه هو أنا أطول؟ دا سكرة البيت دا.
سمعتها بتقول بسخرية:
_دا ما صدق يا أختي طفشنا من عنده.. مرنش علينا حتى من امبارح يطمن.
_مين قال كدا؟ دا بيرن على خالو وبيقول له مال موبايلك مقفول ليه مش عارف يوصل لك.
بصت لي باستدراك، وأنا ضحكت.. كنت عارفة إنها قافلة موبايلها بس مش هتعترف أبدا ولقيتها بتتوه، خلصنا وطلعنا الأكل برة وقعدنا مع بعض، بعد دقيقتين "يونس" طلع من الأوضة واتلمينا كلنا.. بصت له فلقيته باصص لي بتهكم وهاين عليه يديني بوكسين أنا عارفة عقله بيفكر في ايه.
وأنا في المقابل بصيت له باستفزاز وابتسامتي من الودن دي للودن دي، أنا بحب أغيظه معرفش ليه.. بحب أشوفه متعصب علشان بيضحكني.
خلصنا أكل و"يونس" قام بعد ما اندمج في الأجواء:
_هروح أعمل لنا الشاي بقى، حد عاوز حاجة غير الشاي؟
_أنا عاوزة نسكافيه.
_وأنا شاي بلبن.
_وأنا قهوة مظبوط.
ما شاء الله، أول ما نطقت كلمت نسكافيه لقيتهم طلبوا حاجات مختلفة زيي، بص لنا بتشنج وهو بيتنهد بضيق بعدين دخل وسابنا ميتين من الضحك عليه.
وطبعا أسيبه لوحده في المطبخ؟ أبدا.. لازم أغلس عليه!
دخلت وقلت له بسخرية كعادتي:
_لو فاشل في المشاريب قل لي علشان متفضحناش.
بص لي بنص عين وأنا جنبه وقال:
_اتكلمي عن نفسك يا حبيبتي وغوري من وشي أحسن والله أدلق المية المغلية عليكِ!
بسمتي وسعت بكل استفزاز لما شفته متعصب وقلت:
_مالك يا عم لسة متضايق؟ مكنش نومة صحيتك منها يعني، وبعدين ابقى نام طول الليل متبقاش زي الباندا كدا كل ما يلاقي نفسه فاضي ينام.
_امشي يا "ياسمين".. امشي!
عملت عكس ما قال تماما وأنا بقرفه في عيشته وبضايقه وكترت له سكر في الشاي بتاعه فبص لي بصدمة.. ابتسمت ببراءة:
_إن شاء الله يبقى مسكر كدا علشان شايفة شطة واقف قدامي.
_"ياسميـــــــــــــن"!!!
جريت من المطبخ أول ما سمعت زعيقه وأنا رايحة أقعد جنب خالو بتحامى فيه، والتاني طلع من المطبخ وف يايده المعلقة بيهددني بيها:
_البت دي لو قربت من المطبخ تاني أنا هوئدها!
_شوف يا خالو بيهددني ازاي وأنا اللي كنت داخلة أساعده؟
بص لي بعيون مفتوحة من الصدمة، وخالو قال له بضيق:
_فيه ايه يا "يونس"هي البنت عملت لك حاجة؟
مردش عليه وهو بيرفع المعلقة وايده بتترعش من الغضب وأنا بطلع له لساني وبضحك من عصبيته، دخل المطبخ وسابنا وأنا فعلت دور البراءة تاني وقلت بزعل وعتاب:
_أنا أساسا مش هاجي هنا تاني، قلة قيمة.
خالو هدّاني وسمعت صوت "يونس" من جوة وشكله شايط وواضح إني أصبت لما قلت عليه شطة:
_يا شيخة غوري!! والله لأربيكِ!!
كتمت ضحكتي بالعافية وأنا حاطة ايدي على بُقي، بعد دقايق خرج بالمشروبات وكل واحد أخد اللي طلبه، شربت النسكافيه لقيته ممرر، قلت له باستفهام:
_مش حاطط سكر ليه يا "يونس"؟
بص لي بتهكم:
_كفاية سُكرك أنتِ لا تدوخي واحنا مش ناقصين إصابات.
دا بيردها لي يعني؟
سكتت ومازلت بضحك على ملامحه برضه وحطيت سكر لنفسي وشربته برضه غصبا عنه، وهو شرب الشاي بسكره الزايد مغصوب برضه.
وخلاص الليلة دي بابا هييجي ياخدنا و" يونس" هيروح أسيوط بكرة ومش هشوفه لمدة فحبيت أغلس عليه باللي عملته في المطبخ.. راحة نفسية وأنا شايفاه متعصب قدامي بسببي.. ياااه.
اليوم عدى وبابا أخدنا وخلاص هروح، ووأنا ماشية ابتسمت وسلمت على "يونس" ورغم تكشيرته طول الساعات اللي فاتت بسببي إلا إنه وأنا ماشية ابتسم لي.. قلبه طيب والله بس نرفوز!!
عدى أكتر من أسبوع لحد ما "يونس" رجع تاني، بس الغريب إنه أول ما رجع مطلبش غير إنه يقابلنا.. وخالو نبرته مكنتش تمام، وقال إن فيه حاجة مهمة لازم نعرفها.
كنت حاسة بالغموض والحيرة، ايه ممكن يكون حصل جديد لدرجة مايتقالش في الموبايل؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
↚
عدى أكتر من أسبوع لحد ما "يونس" رجع تاني، بس الغريب إنه أول ما رجع مطلبش غير إنه يقابلنا.. وخالو نبرته مكنتش تمام، وقال إن فيه حاجة مهمة لازم نعرفها.
كنت حاسة بالغموض والحيرة، ايه ممكن يكون حصل جديد لدرجة مايتقالش في الموبايل؟
رحت أنا وماما وبابا كان معانا، خبطنا الباب و"يونس" هو اللي فتح، أول ما فتح بص لي بصة عميقة بعدين بعد عيونه عني بسرعة وهو بينتبه إنه يدخلنا.
مش قادرة أفسر نظرته، ومش عارفة ماله؟ ومالي؟
قعدنا وخالو رحب بينا، بابا اللي بدأ وسأله وقال باهتمام:
_فيه ايه يا "محمد" إن شاء الله خير!
وماما برضه سألته بنظراتها وأنا كان نظري على "يونس" اللي بيحاول يتجنبني ومسلمش عليّ حتى غير بابتسامة صغيرة مسحها بسرعة وبص بعيد.. كل دي إشارات خلتني أشك إن فيه حاجة غلط.. وكبيرة كمان!
خالو "محمد" ابتدأ يتكلم عن مراته، وإن عدّى سنة على موتها.. كنا مفكرين إنه عاور يتجوز مثلا وماما هزرت معاه بكدا فراح نفى الموضوع.. وقال بعد ما اتنهد بهدوء وهو بيطلع أجندة من جنبه:
_دي مذكرات مراتي، "يونس" لقاها في البيت القديم لما كان مسافر.
استغربنا، ايه علاقة مذكرات مراته بينا؟
و"يونس" بعدها بص لي، كان حاسس بالضيق، بس شايفاه بيخاول يخبي ضيقه وميفضحش نفسه قدامنا.. بس دايما كنت فاهماه وعارفة إنه متضايق دلوقتي مش عارفة من ايه.
فجأة خالي فتح المذكرات على صفحة معينة وادانا نقرأ، بدأ ببابا اللي قرأ بتعجب.. ملامحه اتغيرت وبص لي أنا و"يونس" ولاحظ إني مركزة مع "يونس"..
بعدها ماما أخدت وقرأت لما شافت ملامحه الغضبانة.. وطلع منها هتاف بنبرة مصدومة:
_ازاي؟؟
لما انتبهت لها أخدت منها الأجندة وابتديت أقرأ:
_"أنا "سلمى".. أم "يونس" الصغير اللي مكملش من العمر سنتين، واتولدت في خلال السنتين دول بنت أخت جوزي اللي كان دايما جوزي بيهزر وبيقول إنه هيجوز بنتها لابنه.
أنا مكنتش طايقاها أبدا، جوزي دايما بيقارن بيني وبينها.. ازاي هي مكنتش بتقصر في حقه رغم تعبها لما كان لسة متجوزش، وكانت مهتمة بيه كأنها مامته.. أنا عارفة إنها أخته وأقرب ليه مني حتى بس بزعل لما بلاقيه بيقارنني بيها.. وبيهتم بيها وساعات كتيرة بيهملني.
وحلفت مهما حصل مش هتحصل بيننا أي قرابة تانية ولا نسب، أصل مش هجيب صداع لنفسي.. بكرة تتجوز وتبعد و"محمد" ينساها واحدة واحدة ويفضى لي خالص.
قلت لهم إني رضعت "ياسمين".. كدبت وأنا عارفة إني كدبت، بس مهما كان إنهم يكونوا أخوات أحسن مليون مرة من إنهم يكونوا في يوم من الأيام أزواج وبرضه ابني يقارن بينها وبيني وتخطفه مني زي ما مامتها خدت اهتمام جوزي"محمد"....."
مكملتش قراءة.. خلاص يكفي لحد كدا كل اللي قرأته، يكفي جدا.. وظهرت على وشي ملامح الصدمة وأنا مش مستوعبة.. مش متقبلة إن طول الفترة دي "يونس" مش أخويا!
دا أنا كنت بتعامل معاه أكتر من الأخوات.. ازاي هنتعامل مع بعض تاني حتى؟
معدش يحق لي إني أكلمه أو أبقى معاه لوحدنا زي زمان، معدش ينفع إني أبات في بيت خالو كل أسبوع.. حاجات كتير كانت روتين وحق ليّ بس خلاص.. ضاعت؟؟
كنت ببص لـ"يونس" وعينيّ فيهم غشاء الدموع وحاسة إني هفقد أصابي وأنهار ف يأي لحظة.. مسكت نفسي ووسط ما ماما بتزعق وهي مش مصدقة اللي مراته عملته وإن كل اللي فات دا كان حرام حتى مسكة الايد حرام و"سلمى" مراته عيشتنا في غفلة.
خالو كان حاسس بالذنب، دلوقتي عرف غلطه؟ هو اللي بدأ في المقارنة و"سلمى" كان دا رد فعلها.. بس كان قاسي أوي.. ازاي مفكرتش فينا؟ بعد ما نكبر واحنا في حضن بعض خلاص نكتشف إن كل دا حرام؟؟ قد ايه كنا مغفلين!!
قمت من مكاني علشان مش عاوزاهم يحسوا بعياطي ولا يشوفوا انهياري وأنا خلاص على الحافة وهفقد نفسي، فتحت باب البيت وخرجت بسرعة أشوف أي تاكسي يوديني البيت أو أي مكان المهم مش جنبهم!
وطلعت وهم لسة بيزعقوا.. وقبل ما آخد تاكسي حسيت بحد بيمسك ايدي وهو بيوقفني، لفيت متفاجئة لقيت "يونس" اللي كان باصص في عينيّ اللي خلاص بَكوا.. حسيت إني عاوزة أعيط أكتر.. بعدت ايده بعنف وأنا ماشية في طريقي.. عاوزة أقعد لوحدي أتقبل اللي مرات خالي عملته.. وقد ايه كانت بتكرهنا وكانت مخبية؟!!
بس بعدها سمعت صوته العالي وهو بيقول بحدة:
_"ياسمين" اقفي اسمعيني!!
لفيت له وأنا برد له الحدة المرة دي وبقول بغضب:
_بأي صفة؟ بصفتك ابن خالي؟ مش ملزمة إني أقف معاك أصلا والوقفة دي حرام وعيب من النهاردة.. افهم يا بني آدم!!
كان مصدوم، مبهوت من رد فعلي.. أنا أصلا مذهولة من اللي قلته بس خلاص، كانت الحقيقة! قلت بعدها وأنا بمسح دموعي وببص له:
_أنا مش أختك، ومامتك كرهتني أنا وماما لدرجة إنها تعمل فينا كدا؟ كان فيها ايه لو بقينا طبيعيين؟ من غير كره؟ دا أنا كنت بحبها! والله كنت بحبها!
لازم يسكت طبعا.. ما هو ملقاش كلام يقوله!
لفيت وشي بعدها وعدت كلامي تاني:
_أنا مش أختك.. افهمها يا "يونس".
وقفت عربية تاكسي ومشيت للبيت، وهو فضل واقف مكانه، باصص عليّ بنفس صمته وهدوءه الغريبين.. لازم يتعود على أسلوبي بعد كدا.. مش هقبل إن تحصل بيننا لمسة حرام تاني حتى!
قعدت أكتر من شهرين على الحال دا، مبنتقابلش كتير.. تحياتنا عبارة عن ابتسامة وخلاص، ساعات بقع في الكلام معاه وبهزر بانفتاح زي ما كان زمان بس بعدها بسكت وببص له بصدمة ألاقيه بيبتسم لي.. وكإن.. وكإنه واحشه شخصيتي القديمة!
ما زلت كل ما بفتكر بعيط.. بس دلوقتي ابتديت أتقبل الموضوع، أنا مبقتش أخته خلاص!
أنا مجرد بنت عمته وفقط.
قعدات العيلة مبقتش زي زمان، بقت أبرد من العادة.. بقوا هاديين.. ما أنا و"يونس" اللي كنا دايما بنهزر ونشعلل الجو بس خلاص.
وفي يوم لما كان خالو عندنا لاحظت إن "يونس" مش معاه، على غير العادة..
واستحيت إني أسأله، أصلي هعوز منه ايه مثلا؟
مرّ ساعتين ولسة "يونس" مجاش، وهم قاعدين بيهزروا وأنا مش عارفة أنسجم خالص زي زمان، بس أخيرا.. الجرس رن!
وأنا زي اللي رجعت له الحياة من تاني، نطيت وجريت أفتح الباب..
لقيت يونس داخل وفي ايده علبة كدا غريب شكلها علشان محطوطة في كيس أسود.
وأول ما دخل وقعدنا ماما قالت لي بابتسامة:
_روحي هاتي لـ"يونس" العصير اللي بيحبه تلاقيه تعب من الحر.
ابتسمت بهدوء وقمت أجيب له، بس ايه الصدمة دي؟ النور طفى فجأة وموبايلي مش جنبي أشغل الكشاف حتى!
وأنا بخاف من الضلمة فصرخت وأنا بجري على برة وكل شوية بتخبط في حاجة شكل وبصرخ:
_يا ماما.. يا ماما!!
محدش رد عليّ، قلبي اتنفض وكنت هعيط لما حسيت إني لوحدي وأنا مش عارفة راحوا فين! فضلت أحسس لحد ما وصلت للأنتريه.. ومسكت أول حد في وشي بسرعة بخوف وأنا بقول بحدة:
_مش بتردوا عليّ ليه؟
وبرضه مردش عليّ، مشيت ايدي على وشه.. حسيت إنه خالو فقلت له بملل:
_برضه مش بترد يا خالو؟ ينفع كدا؟
النور اتفتح فجأة وسمعت صيحات العيلة بس وقفوا فجأة وهم باصين لي، هو خالو اللي واقف قدامي دا؟ أومال مين اللي أنا حاضناه؟ فتحت عيني على آخرها وأنا ببص جنبي لقيت "يونس" باصص لي بكل صدمة ومش قادر يتحرك..
بعدت عنه وأنا بصرخ فجأة لقيتهم عمالين يضحكوا ولسة "يونس" في صدمته وهو بيمسح على وشه وبيخبي ضحكته اللي طلعت غصب.. وأنا حاسة إني محاصرة من كل حتة.
كانوا محضرين تورتة عليها اسمي وصورتي وأنا في تخرجي من الثانوية السنة اللي فاتت، فابتسمت غصبا عني وأنا بنسى اللي حصل والإحراج دا.. أو بتناسى في الحقيقة!
كنت عارفة إنه يوم ميلادي بس مكنتش أظن أبدا إنهم هيعملوا كدا ويحتفلوا بيّ، خاصة إن يوم ميلادي اللي فات اتلغى لإن مرات خالو ماتـت.
فضلوا يغنوا لي وأنا بضحك، عيني وقعت على "يونس" اللي كانت ابتسامته واسعة وهو بيبص لي ساعات وبيغني بيأس معاهم، ابتسمت بإحراج وخلصنا غُنى.
بابا قرب وباس راسي وطلع من جيبه سلسلة فرعونية أصيلة كان حلمي إني أجيبها بس كانت غالية لأنها من الدهب.. وهو جابها لي فابتسمت بصدمة وحضنته:
_شكرا شكرا شكرا شكرا.. عرفت منين إني عاوزاها؟
سألته بهزار فقال بسخرية:
_دا أنتِ منزلة تلاتين بوست على الفيس وعاوزاني معرفش بيها؟
ضحكت عليه، بابا دا فظيع.. حرفيا، مش عارفة ماما بتضايق منه ازاي والله.
وخالو بعدها جه وعطاني شنطة هدايا بس كانت كبيرة شوية، فتحتها لقيت طقم هدوم وعجبني أوي لأنه كامل وشرعي زي بقية لبسي مع إنه مختلف.
رحت حضنته بسرعة وبوست راسه وقلت بذهول وضحك:
_ألف شكر يا كبير لو أطول أبوسك كنت عملتها بس أنت طويل راسي مش جايباك.
ضحك وضربني على راسي بخفة:
_قليلة الأدب.
غمزت له بهزار وخبث فضحك تاني، وبعدها ماما قالت لي بفخر:
_عجبك الطقم؟ أنا اللي منقياه.
ضحكت لها.. أنا مش قادرة أبطل ضحك النهاردة!
لقيتها جاية وهي بتديني شنطة.. فتحتها لقيت فيها شنطة تانية بس كانت كبيرة وكيوت لو حبيت أطلع بيها في حتة لكورساتي أو جامعتي.
كان "يونس" الأخير، وقرب وقف قدامي وكان ظاهر عليهم كلهم الابتسامات وهم باصين له، طلع علبة حمراء.. توقعت إنها تكون سلسلة برضه بس لما أخدتها وفتحتها كان..
كانت دبلة وخاتم؟ وجنبهم وردة حمرا بلدي ريحتها فواحة محطوطة بالطول..
ظهر على وشي عدم الفهم لبعض الوقت بس لما رفعت راسي كان هو باصص لي بابتسامة وبيقول بنبرة مفمتهاش:
_وطول الفترة اللي فاتت اكتشفت إني ضعيف ومش قادر أبعد عنك، يمكن دا كان كافي إني أتشجع وأقول لك اللي كان نفسي أقوله.. تقبلي بيّ زوج يا "ياسمين"؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
↚
طول الفترة اللي فاتت اكتشفت إني ضعيف ومش قادر أبعد عنك، يمكن دا كان كافي إني أتشجع وأقول لك اللي كان نفسي أقوله.. تقبلي بيّ زوج يا "ياسمين"؟
كنت مصدومة.. مش عارفة أنطق، مش لاقية كلام أقوله!
عمري ما في يوم حطيته في خانة الزوج، كنت دايما شايفاه ابن خال.. أخ.. وصديق.. وبس!
وكل اللي جنبي مبتسمين وهنا أدركت إنهم عارفين دا هيحصل، متكلمتش ولا كلمة من الصدمة وبعدها جريت على جوة وأنا مغمضة عيوني مش قادرة أفتحهم وأواجه الحقيقة..
بتمنى إني أكون في حلم وأرجع أخته وخلاص ويكون كلام مرات خالي كله كدب وخيال!
ياريته ما راح أسيوط! ياريتنا فضلنا مغفلين! على الأقل هنكون مرتاحين!
أنا لحد الآن متقبلة بالعافية أن احنا مش أخوات.. مش عارفة عملت كدا ازاي بس.. زوج؟
"يونس" زوج؟
فضلت أعيد جملته في دماغي مليون مرة "مش قادر أبعد عنك"!
الباب خبط..!!
اتفزعت وأنا مستوعبة إني في أوضتي وساندة على الباب، ولما خبط رزع في وداني فجأة فقمت.. خفت أفتح بس غصب عني فتحت، كانت ماما جاية تشوفني!
باصة لي بقلق وأنا عارفة إن جرياني فجأة كدا قلقها..
قالت لي:
_فيه ايه يا بنتي جريتِ كدا ليه؟ مالك؟
مكنتش عارفة أقول ايه، أشرح مششاعري المشتتة دي ازاي حتى؟
ومع إصرارها لما قعدتني جنبها على السرير وهي حاطة ايدها على كتفي بهدوء وبتقول لي:
_احكي لي مالك، محدش هيفهمك غيري صدقي.
ساعتها حسيت بالشجاعة وطلعت كلامي المبعثر:
_أنا.. هو.. اللي حصل دا حقيقي؟
ابتسمت لي وكأنها اختبرت صدمتي قبل كدا وقالت:
_"يونس" جه واتقدم لك؟ مستحيل يكون خيال.. عارفة إنك صعب تتقبلي الموضوع بعد ما كنتِ معتبراه أخوكِ.. بس الرأي في الآخر رأيك.
حاولت أوضح مشاعري أكتر اللي أنا حتى مش فاهماها:
_متخيلتش إن في يوم ممكن أكون زوجة ليه أو يكون زوج ليّ، حاسة إن الموضوع غريب عليّ.. عمري ما فكرت كدا.
ابتسمت وقالت بهزار بتحاول تغير الجو:
_أنا برضه عمري ما فكرت في كدا لإن كان كل تفكيري إنكم أخوات ولازم تتسندوا على بعض.. ولا حتى باباكِ ولا "محمد" تخيلوا الموضوع كدا.. بس دا أنتِ لو تعرفي "يونس" عمل ايه علشان نوافق على المفاجأة دي!
بصيت لها بفضول لحد ما حكت لي، وهي بتعيد كلامه:
_قال مش عارف يبعد عنك.. وكان مكسوف لحد ما باباكِ هزقه وقال له اتكلم ففضل يحكي قد ايه سيبتِ فراغ في حياته كان عايش عليه زي الهوا اللي بيتنفسه.. طلع شاعر الموكوس ومخبي مواهبه!
قالت الجملة الأخيرة بسخرية فابتسمت وأنا بتخيل "يونس" يقول كلام رقيق أوي كدا وعلى مرأى ومسمع من الكل!
قلبي دق جامد زي ما أكون خايفة، شعور أول مرة أحس بيه.. بس عياطي طول الليالي اللي فاتت جه الشعور دا ووضحه..
أنا فعلا كنت حاسة بالفراغ، مفيش حد أغلس عليه أو أطهقه في عيشته!
مفيش حد يمسك ايدي بدفى ويخليني أتسند عليه وقت ما أكون محتاجة له!
مبلاقيش حد مهتم بكل تفصيلة في حياتي زي زمان وأهتم بتفاصيل حياته!
هكون كدابة لو قلت إني مش موافقة، أنا بس.. مش مستوعبة!
إن ممكن في لحظات الآية تتقلب واللي أعرف عنه إنه أخويا يبقى جوزي في يوم من الأيام!
تعبت وأنا بفكر فماما مسكت ايدي وحطتها على قلبي وقالت بابتسامة:
_امشي ورا دا.. مهما وداكِ في داهية هيوديكِ على الأقل في داهية بتحبيها.
يا لهوي على كلامك يا ماما! يطلع منها حكم!
كتمت ضحكتي وأنا باخد الموضوع بجدية علشان متتضايقش بس هي اللي ضحكت فضحكت معاها وطلعت مشاعري.
خرجت هي وقالت قبل ما تمشي:
_هقول له يسيبك تفكري بقى أسبوعين كدا ويبقى نرد عليه.
وافقت وأنا برمي تفسي على السرير وبحضن مخدتي المفضلة، قمت فجأة لما سمعت صرخة "يونس" الغضبان:
_أسبوعين ليه؟ هي بتفكر في رئاسة الأمم المتحدة!!!
ورغم صدمتي ضحكت غصب عني وأنا مش قادرة أبطل عادة إن كل بعرف إنه متعصب بضحك! وبعد دقيقة الباب خبط وبسرعة جامد فقمت بصدمة وفتحته لقيته واقف قدامي وبكل عصبية قال:
_بصي يا بت أنتِ! هم تلت أيام تفكري فيهم وهاجي بعدها بالمأذون.
فقت من صدمتي وأنا بزعق فيه:
_لا والله؟ وايه لازمة التفكير بقى ما دام كدا كدا ناوي تغصبني خلاص؟
ولأول مرة ألمحه وهو بيبتسم بخبث وبيرفع حاجبه:
_تفكري بس في الفستان اللي هتشتريه يبقى لونه ايه علشان أجيبه، غير كدا متفكريش.
دا بقى واخد الدنيا حق مكتسب!!
بابا وصل لأوضتي وهو بيضربه بخفة على كتفه وبيتصدر له:
_أنت فاكرها سايبة يا ابن "محمد"؟ روح في حضن أبوك يلا شوف لك زريبة، و"ياسمين" هترد في الوقت اللي يعجبها.
بابا اتكلم من هنا راح "يونس" باصص له بصدمة التاني من كلامه، وأنا بحاول بقدر الإمكان أكتم ضحكتي وأظهر بشخصية جادة غصب عن بقي اللي ابتدأ يتعوج دا.
وبابا بيزق فيه كإنه بيطرده من ناحية ومن الناحية التانية "محمد" بيشده، وهو وسط دا كله رفع ايديه وشاور لي وقال:
_تلت أيــــــام!!!
بابا زقه خلاص وقال بضيق:
_يا عم غور!
قفلت عليّ باب الأوضة ودخلت برجع لوضعيتي تاني بس بملامح أكثر سعادة من اللي حصل، ودا أول موقف أحس فيه إننا رجعنا عادي منفتحين مع بعض!
حاسة بإحساس غريب وكإن في فراشات بتطير حواليّ وضحكتي على وشي قد كدا!
بس ما زال جوايا إحساس غريب مخوفني.. ممكن أوافق فعلا ولا مش أقدر أقبل الطلب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
↚
_تلت أيــــــام!!!
بابا زقه خلاص وقال بضيق:
_يا عم غور!
قفلت عليّ باب الأوضة ودخلت برجع لوضعيتي تاني بس بملامح أكثر سعادة من اللي حصل، ودا أول موقف أحس فيه إننا رجعنا عادي منفتحين مع بعض!
حاسة بإحساس غريب وكإن في فراشات بتطير حواليّ وضحكتي على وشي قد كدا!
بس ما زال جوايا إحساس غريب مخوفني.. ممكن أوافق فعلا ولا مش أقدر أقبل الطلب؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدى يوم والتاني والتالت وأنا لسة على تشتتي، بس تقبلت فكرة إنه يكون زوج، مش هقول بالكامل.. بس على الأقل موافقة مبدئية، وأنا حاسة برضه إني نفسي أكون جنبه على طول بأي صورة ممكنة.
وأنا بقلب في الفون لما كنت قاعدة في الصالة وماما كعادتها في المطبخ، وبابا في الشغل، لقيت رسالة مبعوتة لي من رقمه، رقم "يونس"!
فتحتها طبعا بسرعة وقرأتها بعدين ضحكت، دا كان بيسألني: "لون الفستان ايه علشان هعدي على الأتيليه دلوقتي".
يا لهوي، وواثق من نفسه! دا بابا لو عرف هيعمل منه كفتة، لما شافني قرأت ومردتش فسأل تاني: "يعني مش هتقولي برضه؟"
رديت عليه وأنا بضحك: "يا ابني بقى ارحمني، وبطل خفة دمك اللي هتوديك في داهية دي، استنى لحد آخر الأسبوع".
رد عليّ وبعلامات تعجب كتير: "كل دا علشان تختاري اللون!!! ".
طب أقول له ايه دا؟ أزعق له ولا أتجاهله؟ ولا أبلغ عنه بابا؟
قلت له بزهق: "أبيض".
وأنا عارفة إنه مش هييجي أصلا من غير ما بابا يكون موجود حتى علشان لو عرف إنه جه من غير إذنه هيولّع فيه.. أنا عارفة الكلام دا كويس.
مردش عليّ ساعتها بس شاف الرسالة، فبطلت لعب في الفون ورحت قعدت في أوضتي، كنت بحب أجرب دايما الميكب في البيت.. وبالفعل عملتها.. ميكب هادي بس راسم ملامحي البرونزية مايلة للسمار شوية، وفردت شعري العسلي اللي كان لايق مع عيوني العسلي أوي ودا أكتر حاجة عاجباني فيه.
حسيت بالرضا عن نفسي وطلعت لماما علشان مفيش غيرها أقرفه، كانت مشغولة وبتعمل أكل أصناف وألوان فسألتها بتعجب:
_أنتِ عازمة حد ولا ايه؟
نفت براسها بسرعة وبعدين غيرت الموضوع وقالت أول ما شافتني:
_ايه اللي عاملاه في نفسك دا يا بت؟
ضحكت وأنا براقص لها بحواجبي بغيظها:
_حلو مش كدا، طول عمري حلوة.
بصتلي بتهكم وقالت:
_روحي شيلي الكلام دا علشان خالك رن وقال جاي هيسلم عليّ ويمشي مش عارفة رايح فين.
_ومن امتى خالي بيمشي من غير ما تعرفي رجله هتدوس فين؟
كنت باصة لها بخبث وأنا بتكلم، لإني عارفاهم أكتر من نفسهم حتى!
وهي حاولت تتوه في الموضوع، وبعدين رحت شلت الميكب تاني علشان مش بحب حد يشوفني بيه، ممكن ماما وبابا بس إنما خالو مش متعودة معاه على كدا.
بشرتي رجعت طبيعية تاني، بصيت لرموشي في المراية، كانت طويلة حوالين عيوني الواسعة العسلية.. ابتسمت بالرضا عن نفسي وأنا بهمس:
_بميكب ولا من غيره قمر برضه.
بحاول أحفّز نفسي، لإن كان عندي عقدة من بشرتي من صغري بس ماما وبابا بنوا فيّ الثقة الكافية اللي تخليني أثبت على حبي لنفسي.
يمكن "يونس" شبهي شوية، أسمراني شوية وعيونه بني فاتح زي الشاي بلبن، وشعره بني غامق.. بس شكله منمّق بلبسه الكاجوال والبدلات.. دا أصله صعيدي دا يعني كل الشهامة والحلاوة.. أستغفر الله.. أنا بقول ايه؟
بعد مرور ساعة قضتها في مساعدة ماما لقيت بابا رن عليّ وقال بنبرة كان فيها الضجر:
_"ياسمين".. "يونس" هييجي يديكِ حاجة ويمشي، لو قعد أكتر من دقيقتين أنتِ الحرة.
يديني حاجة.. ايه؟
قفلت معاه وبعد دقيقة الباب خبط، لبست إسدالي الوردي وطلعت فتحت الباب، لقيته واقف بابتسامة واسعة وشايل شنطة في ايديه، كانت كبيرة شوية فسألته بابتسامة مستفهمة:
_بابا قال إنك جاي جايب حاجة، جايب ايه بقى؟
_دا بدل ما تقولي لي اتفضل؟
قالها باستنكار فرديت عليه برفعة حاجب:
_وبابا قال برضه لو قعدت أكتر من دقيقتين مش هيحصل كويس.
ما زال بيبص لي بعدم رضا وبعدين لفّ وقال وهو ماشي:
_كدا كدا أنا جاي بالليل، ووريني هيمشيني ساعتها ازاي.
ضحكت على عصبيته وهو ماشي كدا، أخدت الشنطة ودخلت جوة بفتحها بفضول..
لقيت.. لقيت فستان! فستان أبيض منفوش شوية وواسع وكمان جزمة بكعب وطرحة طويلة ساترة دا غير إن فيه تاج من ورد.. هو فيه ايه بالظبط؟
أخدت الشنطة وجريت على ماما وابتديت أهم التلميحات اللي بتحصل من الصبح وقلت بصدمة:
_ماما هو "يونس" هييجي النهاردة مع خالو؟
بصيت لي ولما شافت الفستان ابتسمت وسابت اللي في ايديها وبدأت تفتح بلهفة وتجاهلتني تماما، فضلت تقول:
_والله الواد دا عنده ذوق أكتر من أبوه.
_ماما مردتيش عليّ هو فيه ايه؟
كنت عارفة اللي بيحصل بس لازم أتأكد، راحت بصت لي وقالت بثقة:
_هييجي بالمأذون النهاردة، باباكِ وافق عليه خلاص وقال يخلص من زنه.
_وهو أنا لسة قلت رأيي يا ماما؟ ازاي توافقوا كدا؟
_أنتِ هتعمليهم عليّ الشويتين دول؟ دا أنتِ عينك بتطلع قلوب والابتسامة مفارقتش وشك من ساعة ما مشي آخر مرة! يتمنعن وهن الراغبات؟؟
مقدرتش أتكلم بعد اللي قالته.. أنا اتكشفت!!
حطيت عيني في الأرض وحسيت بكسوف وقلبي بيدق بسرعة، مكنتش عارفة إني مفضوحة أوي كدا!
وماما ضحكت وهي باصة لي بمكر:
_روحي قيسي الفستان بقى يا عروسة.
أخدت الشنطة وجريت على جوة، مش علشان أقيس الفستان.. بل علشان أبعد الإحراج دا عني وأنا حساسة أصلا وممكن أعيط دلوقتي من الكسوف عادي جدا!
لمحت الفستان تاني فقيسته، ولبست الجزمة البيضة بكعبها الطويل، ظبطت الطرحة والتاج على راسي وحسيت بالرضا التام عن نفسي لما حطيت مرطب بسيط على بشرتي وشفايفي اداها نضارة شوية.
ضحكت بدون وعي وأنا بلف حوالين نفسي وبعدين اترميت على السرير وبتخيل اللي حصل واللي بيحصل واللي هيحصل وبضحك بدون توقف.. حاسة خدودي باظت من كتر الضحك!
موبايلي عمل صوت رسالة ففتحته بسرعة لقيته باعت لي صورته وهو قدام البيت بتاعهم وبيقول لي: "وصلت البيت علشان أجهز لليل بقى، عاوزك تختاري معايا ألبس أي بدلة".
ابتسمت وقلت له: "ابعت.. رغم إنك فاجئتني وأنت بتزنّ على بابا وبتحقق كلامك بجد".
رد عليّ بفويس نوت: "علشان تعرفي إن محدش يقدر يرفض لي طلب، ها؟ أي بدلة بقى؟"
شفت صور البدل، الجملي والسودا والبيضا والكحلي.. وأكتر حاجة عجبتني كانت جانبية جدا.. مش بدلة خالص.. قلت له: "البس الجلباب الصعيدي".
كان متفاجئ وهو بيبعت لي: "من بين كل حاجة مشفتيش غير الجلباب؟".
رديت عليه وأنا ببتسم: "لما بتلبسه بحسك ناضج ووقور وكبير، بحبك فيه".
وكالعادة سمع كلامي ورد عليّ بحاجة كسفتني: "من عيوني".
قفلت الموبايل تاني ورجعت أظبط نفسي تاني، وبابا وخالو قالوا لي إنهم جايين بعد ربع ساعة بالظبط.. استنيتهم بلبسي ورحت لماما بقول لها:
_ها؟ شكلي حلو؟
بصيت لي واتفاجئت، بعدين ظهرت على وشها ابتسامة فخورة.. مُحبة.. وقالت بهدوء:
_أحلى من أي عروسة شافتها عيني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلوا بعدها وأنا كنت مستخبية في أوضتي، سمعت أصواتهم الرجولية برة وهم بيقولوا للمأذون يتفضل، شفتهم لما كنت فاتحة باب أوضتي فتحة صغيرة، كان راجل كبير في السن بس لابس جلباب بشكل وقور وملامحه سمحة.
بصيت على "يونس" لقيته لابس جلباب وشكله يهبل بس شكله مكنش راضي عن نفسه علشان كل شوية يعدل الجلباب ومهتم بمنظره أوي.
كنت مضلمة أوضتي فحتى لو حد بص على الأوضة فمحدش هيلمحني وأنا ببص، بعد ما قعدوا واتظبطوا ماما طلعت بالعصير وبعدها قالوا لها تدخل لي فقفلت الباب وأنا وسط توتري اللي مش راضي يخلص وقعدت على السرير كإن مفيش حاجة مهمة أو شاغلاني.
بس على مين؟ ماما بمجرد ما دخلت كان باين على وشها علامات المكر، طبعا.. ما هي حست بإحساسي قبل كدا وعارفة أنا بفكر ازاي.. هو أنا بضحك على مين؟
طلعتني معاها وأنا وراها راسي في الأرض مكسوفة أحط عيني في عين حد حتى،
حاسة إن... ممكن أهرب من هنا خالص؟ يا أرض انشقي وابلعيني.. دا الأنظار كلها موجهة ليّ!!
سألني المأذون على موافقتي وايد "يونس" في ايد بابا وباصص لي بكل ابتسامة، فبكل توتر رديت:
_مـ.. موافقة.
بعد ما خلص المأذون شال المنديل بعدها وقال بابتسامة هادية:
_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
أنا مش مصدقة، أنا كدا رسمي بقيت مراته؟ مرات "يونس"؟ ابن خالي؟
بقيت زوجته خلاص.. وبعدها بدقيقة وبعد ما مشي المأذون خالو بيوصله "يونس" كان باصص لي ومركز أوي، ضحكته على وشه باينة وأنا راسي في الأرض مش عارفة أبص له لإنه مركز أوي.
لقيت ماما بتقول له بتهكم من وسط ابتسامتها الفرحة:
_مش هتبوس راس عروستك يا ابن أخويا؟
الله يسامحك يا ماما على اللي قلتيه دا، الله يسامحك!!
دا أنا مستحملة نظرة منه لما أستحمل قربه!
وبالفعل ممرتش ثانية غير وهو قرب، مسك ايدي بهدوء وهو بيقربها لقلبه.. ابتسم وقال:
_قلت لك مش عارف أبعد عنك.
باس جبهتي وأنا دا كله مغمضة عيني وحاسة بشوية خوف، وقلبي بيدق بسرعة، ومن ايدي اللي على قلبه عرفت إنه كمان قلبه بيدق بسرعة.
بعد عني وهو بيقول بهدوء:
_الحمد لله إني جبت لك جزمة بكعب أحسن ما كانت رقبتي هتتلوح.
عيني اتفتحت من الصدمة وأنا بقول بحدة:
_قصدك إني قصيرة؟
ضحك وقال بهزار:
_ششش.. يا 155 سنتي.
ضحكت عليه بالغصب من طريقته، وببصيت حواليّ بكسوف لاقيتهم باصين لنا فبعدت عنه بسرعة بخطوة وأنا حاسة إني هموت من الإحراج، و"يونس" قرب تاني وهو بيقعد وبيقعدني جنبه:
_أنا مش كاتب الكتاب علشان تبعدي!
بعد ما قعدت وبصيت لبابا من تحت لتحت لقيته رافع حاجبه ومش راضي عن الوضع، يمكن بيفكر دلوقتي ازاي يخلص من اللي خاطف بنته منه دا..
قعدنا قعدة عائلية وماما قالت إنها هتجيب الأكل وأنا ما صدقت قلت أتشغل وأبعد عنه علشان مكسوفة.. بس هو مسمحليش أقوم وقعدني وهو اللي قام مع ماما..
لقيته جاي بأطباق الأكل زي الطفل الشطور وحطهم على السفرة رحت ظبطتهك وراه وهو بيجيب وأنا أعدلهم.. خلصنا وقعدنا واتعشينا، وواحنا قاعدين كان قاعد جنبي وبياكل بايد والايد التانية ماسكة ايدي فبصيت له بتحذير وأنا بهمس:
_طب آكل ازاي أنا بقى؟
_عادي أنا هأكلك.
وبالفعل رفع ايده ليّ بالأكل على أساس آكله منه بس كنت مصدومة وببص جنبي لقيتهم مش مركزين، ما عدا بابا اللي بياكل وعينه مغروزة في عيون "يونس" من غير ولا كلمة.
بلعت ريقي بقلق وأخدت الأكل من ايده بخوف فبابا بص لي وفي ثانية واحدة كنت سايبة ايده وابتديت أأكل نفسي، دا بابا ممكن يموته فيها دي!
بعدها لقيت بابا بيبتسم وبيكمل أكله وباصص لي بحب، فابتسمت له بقلق..
و"يونس" جنبي بيخاول يمسك ايدي تاني فضربته على كفه وأنا ببص له بحدة:
_قسما بالله لو ما لميت نفسك أنت الحر.
ومع بصته المستنكرة إلا إنه كمل أكل والظاهر بيفكر في حاجة مش هتعجبني خالص من ملامحه الباينة دي!
خلصنا أكل وبعد ما قعدنا لقيته قام من مكانه وهو ماسك ايدي وقال:
_احنا خارجين بقى، عاوزين حاجة؟
ماما ابتسمت وردت عليه:
_لا يا حبيبي تسلم.
وبابا رد عليه بضيق:
_رايح بيها على فين؟
التاني رد عليه بابتسامة تحدي لما لقاه معترض:
_رايحين نشرب حمص شام على النيل، أجيب لك وأنا جاي؟
كنت بحسبه بيهزر وبابا بص له باحتناق لحد ما خالو زق "يونس" علشان يمشي وميستفزش التاني لا أحسن مش هيحصل طيب!
وأخدني بالفعل ونزلنا.. بمحرد ما ركبت جنبه العربية كنت بفرك في ايدي من التوتر والخوف شوية.. المرة الأولى اللي أركب فيها العربية تاني من شهرين..
كل مرة بركبها على أساس إني أخته.. بس المرة دي؟ مراته ومكتوبة على اسمه.
ايده مسكت ايدي وهو باصص لي بابتسامة:
_مالك قلقانة ليه؟
صارحته وأنا ببص بعيد:
_خايفة.. أوي.
_خايفة وأنتِ معايا؟
نظراته كانت عتاب فقلت:
_لا لا مش كدا.. أنا.. متوترة بس.
شال ايدي وباسها وبعدين قال بهزار:
_مكنتيش متخيلة إن دا يحصل أبدا مش كدا؟
وافقته براسي جامد فلقيت ابتسامته وسعت وقال:
_متتخيليش تاني بقى غير في الفرح عاوزاه يكون ازاي؟.
بصيت له بنص عين وقلت بضجر وأنا برجع لانفتاحي تاني معاه:
_يا ابني بقى هو احنا لحقنا! أنت واخد الدنيا لطش ليه؟ فيه حاجة اسمها خطوبة!
_خطوبة ايه يا ماما؟؟! دا أنتِ حافظاني أكتر من نفسي هو احنا لسة هنتعرف!
بعدت راسي عنه وأنا بقول:
_ولو...
ضرب راسي بخفة بصباعه وبيقول بتهكم:
_أنا قلت قبل كدا الراس دي متفكرش تاني علشان هتودينا في داهية!
_ركز في الطريق بس يا أخويا.
_وحياة اللي خلفتك يا شيخة بلاش الكلمة دي اتعقدت منها.
ضحكت عليه، عارفة كويس سبب تعقيده.. دا أنا متعقدة أكتر منه!
سكتنا.. بس قلوبنا اتكلمت.. وعيوننا ارتبطت.. النظرات كانت أبلغ من الكلام في الوقت دا، ولمسة ايده لايدي حسستني بالراحة والأمان.. يمكن علشان أخيرا وصلت لسندي اللي بجد وعلاقتنا اتفهمت؟ هكدب لو قلت محبيتهوش.. بس.. على الأقل قبلته شريك حياتي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمدلله
خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇
